الوقت من ذهب

 

 

انخرطت منذ مدة قليلة في عدة مجموعات في الفيسبوك، مجموعات كبيرة من حيث أعداد المنخرطين، وأخرى أصغر. كلها تضم أزواج يعانون من مشكل العقم، هؤلاء الأزواج يحاولون اقتسام مشاكلهم، طلب النصيحة،  مشاركة تجاربهم، وخصوصا يريدون الإحساس أنهم ليسو بمفردهم، أن هناك أناس آخرون يمرون من نفس المحنة، لأنه لا يحس بمرارة العقم إلا من هو مثلك. أشخاص يفرحون من قلبهم إذا قال لهم أحد المنخرطين أنه تشافى أو أن فحص الحمل إيجابي، لأن ذلك يزرع فيهم الأمل من جديد ويثبت لهم أن كل شيء ممكن.

لكن مع الأسف، ما أكثر هؤلاء الناس الذين يزعمون أنهم تشافوا من حالات جد مستعصية،(فدائما هي عندها تكيس مبايض رهيب وهو انعدام حيوانات منوية، عدد سنوات الزواج يختلف من منتدى لآخر) بفضل خلطات هي عبارة عن عصائد غريبة كأنها من صنع شرشبيل، اسم هذه الخلطة و البروفيسور الذي يصنعها لا تعطى إلا في الخاص. آخرون غيروا مقولة أنا أفكر إذن أنا موجود بمقولة أنت عقيم إذن أنت مسحور! عند رؤية منشوراتهم نفكر أن الستون ألف منخرط مسحورون وأنا منهم! ناهيك عن بائعي الأعشاب ذات النتائج السحرية والأقراص ذات المكونات المشكوك فيها.

فممكن أن تقع في المصيدة وتضيع مالك ووقتك في تجارب خاطئة، لكن تذكر أن في مجال العقم، المال يعوض، لكن الوقت الذي يمر فهي نسبة الحمل التي تتضاءل.

لن أقول لهؤلاء اتقوا الله و لا تلعبوا بمشاعر الناس، فهم جعلو من اصطياد الضحايا على الفيسبوك مصدر رزق لهم، سأقول للأزواج الذين يبحثون عن حل لمشكلتهم، لا تبحثوا كثيرا في الفيسبوك،  ابحثوا أكثر عند الأخصائيين الحقيقيين، لأن الأخصائي الذي درس 15 سنة وله خبرة سنوات لن تجده في الفيسبوك.